23‏/10‏/2010

لحظة يأس تألم فيها الزمن



لحظة يأس تألم فيها الزمن


عندما تمر الساعات تمر بقربها الأيام ويودّعها الزمن ، لتتغير بذلك الأشياء أو تنقص لكن أحيانا نشعر أننا واقفون بلا زمان أو مكان لأن الزمن قد توقف عندنا بينما نراه يعانق الآخرين ، يتغيرون و يزدادون بينما نحن ثابتون في أماكننا ، يا ترى هم من يمتلك الزمن أم نحن هذه جدلية قائمة بين الثبات والتغير ، هل الزمن قاسي لأنه تركنا ومر إلى غيرنا أم أن ثباتنا أقصاه وأدناه عنا .
كم تألمنا لبعد الحظ عنا وتؤلمنا النقاط المبهمة في حياتنا التي تترك أثرا عميقا رغم صغر حجمها إلا أن لها الأثر في تحديد مسار حياتنا خاصة و إن كان الأمر يتعلق بالمعايير والقيم والآمال ،فكلما كان المعيار راسخا و محترما لديك كان تأثيره أقوى فلو تجاوزته مرة ستشعر بالندم وتتصدع العلاقة بينك وبين واقعك و هنا تكون الأزمة .
حين يخدش جزء من ذاتنا سيتكرر الألم كلما تذكرناه ونبقى حبيسي هذا الألم ليخرّب كل متعة سننالها ، هذا الشعور القاسي سيزداد كلما أعطيناه عذرا و يتفاقم في نفوسنا ليخلق جو من الكآبة ويسيطر الظلام على أرواحنا لتكون بلا معنى أو حياة فتجردت كل معاني الزمن لأن ماضينا أطبق على حاضرنا وأجهض مستقبلنا ،وبهذا تكون قلوبنا قد انتحرت فيها الأماني وضاعت منها الأحلام وفُقدت كل الدروب الصحيحة .
فإنك هنا تمتلك قلبا يائسا كان حليفه الفشل و الحزن الذي وإن رحل ستبقى أنفاسه بين ضلوعك .
وهل ستبقى هكذا جسدا بلا روح وكلمات بلا معنى ورجاءٌ بلا أمل .
قم وحطم كل جدران الخوف واكسر قيود الإحباط النزع قلبك الهش من صدرك وارمه.

في بحر النسيان وضع مكانه قلبا محبا لله يحيى بروحه ومضاء بنوره ،يملك قاموس له أبجدية خاصة تعجز عن كتابتها كل الأقلام وتذهل في معانيها كل الأنفس و الأذهان يمتلك من المشاعر ما يكفي لإحياء كل النفوس الجامدة وما يروي الصحاري القاحلة وله من المعجبين ما لا يعد ويحصى لأنه يمدهم بكل إيثار و يعطيهم جزء مما احتواه .
هذه النفس القوية بعظمة ربها تنهى عن المنكر وتأمر بالمعروف وتسارع لفعل الخيرات وتعتقد بقوة أن السعي واجب عليها و القدر على الله عز وجل ومن ثم قال الله تعالى :(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه .إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا.) صدق الله العظيم .سورة الطلاق

إذن لتتطلع على الآتي بعيون حذرة و لا تأسف على الذي مضى وتتحسر .
قال رسول الله صلى الله :(لو أطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع.)
لذا احمل رسالة التوحيد التي خلقنا لأجلها ولتبليغها لمن حرموا منها ،بطرق ديننا الكريم الإنساني المطلق ،فهنيئا لنفس مطمئنة تحلق عاليا في سماء الإيمان لأن الدنيا لنا وسيلة والآخرة هي المقصد والغاية.


الصحفية مخزومي مريم
وادي ســوف

 
يرجى الضغط هنا للتحميل والقراءة بتأني
 
 و من هنا تحميل النفوس المهاجرة